من منا لا يعرف لاعب الأهلي والمنتخب المصري محمد أبو تريكه الذي هزّ الملاعب المصرية والعربية، وبات من أشهر اللاعبين في العالم، اللاعب الخلوق – كما يحب زملائه أن يطلقوا عليه - بات مطمع لأندية كثر ترغب في وده وضم خدماته خلال...
صورة مركبة للاعب ابو تريكة وبعض أفراد اسرته
الفترة المقبلة، على الرغم من ذلك قطع الشك باليقين، وقال: "لن أترك الأهلي المصري حتى لو طلبني ريال مدريد". "إيلاف" تابعت هوس الجماهير المصرية باللاعب أبو تريكه في القاهرة والإسماعيلية وأسوان، وبقية مدن الفراعنة، فتحركت تجاه مسقط اللاعب في رحلة ميمونة حتى وطئت الأقدام أرياف ناهيا، حيث بدايات أبو تريكة الحقيقية.
مع غبار الأتربة والطرقات الترابية، حطت الرحلة في الملاعب الترابية التي شهدت انطلاقة اللاعب، ودخوله مركز رياضي ثقافي اجتماعي عرف باسم الريف الخاص بمنطقتهم مركز ناهيا الرياضي، العم (كمال سلام) على باب المركز الرياضي يتابع عمله أكد قائلاً: "انتم جئتم تتطقسوا أحوال لاعب مميز، لاعب قمة في الأخلاق والتواصل مع عائلته وأسرته وأقاربه ومع أبناء ريفه".
وأضاف: "لم أجد في حياتي مثل أبو تريكه في طيبته، وعفويته دائمًا يساعدنا في السر والخفاء حتى أقرب الناس له لا يعرفون بذلك، حتى في المناسبات والأعياد يذبح الخرفان ويوزع علينا اللحمة".أصدقاؤه والمقربون منه أكدوا موهبته الكروية وذكاءه في الدراسة، كان يدرس في المرحلة الابتدائية والإعدادية، في هذه المرحلة كان يعمل في مصنع للطوب، يخلط البطحاء والخرسانة مع الاسمنت ثم يصب طوب البناء، ثم سجله نادي الترسانة المصري في كشوفاته لأكثر من 6 سنوات عدة ، إلى أن فتح الله له مع النجومية والشهرة والملايين.
في البداية، وجد معارضة كبيرة من أبيه محمد محمد أبو تريكة، خوفًا عليه من الإفراط في ممارسة الكرة والانشغال عن الدراسة والمستقبل، لكن أبا تريكة الصغير أستطاع أن يقنعه
عبير
تعهده على الموازنة ما بين الدراسة والرياضة.
دخلنا منزل العم أبو تريكه فلم نجده وأخبرنا ابنه حسين أن والده في الغيط (المزرعة) بينما أمه كانت مريضة وعلى رغم ذلك تحاملت على نفسها وتحدثت عن أبنها لم تتجاوز بضع كلمات قائلة :"احمدلله الذي وفق أبني، وأحمده سبحانه وتعالى على بره بوالده وتدينه الطيب ومحافظته على عاداتنا وتقاليدنا، وحبه للخير لكل أهل ريفه".
أخوه حسين صحح لنا الاسم قائلا: "كثير ممن هم يخطئون في اسم أخي واسمه الصحيح محمد واسم والدي محمد واسم جدي محمد واللقب أبو تريكه، أي ان أسمه محمد محمد محمد أبو تريكه، خريج كلية الآداب قسم تاريخ، التحق بنادي الترسانة وعمره 12 سنة، وتزوج من زميلته في الجامعة عاداتهم وتقاليدهم مشابهة عم نحن عليه، ولديه توأم سيف وأحمد، وخليفته في المستقبل ابن أختي أحمد في مدرسة الاهلي رغم أنه غير مواظب إلا أنه ناشئ من طراز رفيع، ولو وجد الاهتمام لبات من أبرز اللاعبين في المستقبل الغريب".
اللاعب أبو تريكه حريص على زيارة أهله وجيرانه كل يوم جمعة حيث يذهب إلى مسجد الحي ويسمع خطبة الجمعة ويصلي جماعة مع أقرباءه.جاره إسماعيل أكد قوة علاقته باللاعب وأنه يلعب على ملاعب ناهيا الترابية التي لعب عليها أبو تريكه "الكابتن لاعب كبير ومحب للخير وله شهرة واسعة في الجمهورية المصرية، وعلى رغم الشهرة والمال وامتلاكه فلة فخمة إلا أنه يحب الريف وأهل الريف، وخير دليل على حبه لأهله وناسه أخذ معه إلى جانب زوجته أخواتها وأمهم كون حماته مات عنها زوجها ولا عائل لهم بعد الله إلا أبو تريكه".
بينما المشجع الرياضي المصري عمرو كان سعيد بهذه المشاركة "سعادتي لا توصف بالنجم الخلوق محمد أبو تريكه كونه لاعب ومحترف من طراز رفيع له سمعة واسعة وشهرة
عامل الانابيب يعرف تريكة
بيرة ومثال حي للمحترف العربي المواظب على التدريبات المثقف احترافيا والمهذب لفظيًا وسلوكيًا". بالصدفة مر موزع الأنابيب بجانب منزل أبو اللاعب محمد أبو تريكه، "الكابتن صاحب إنسانية وتعامل طيب مع الجميع وأتذكره عندما كان يعمل في مصنع الطوب، وعندما يريد أنبوبه لمنزلهم قبل أن يحصل على الشهرة والمال كان متواضع جدا، وكنت اعتقد أنه سيتغير ويتعالى علينا لكنه لا يزال متواضعًا".
الموظفة شركة اتصالات السيدة عبير أكدت أنها من متابعي كرة القدم، وتلمست الشعبية الكبيرة التي عليها اللاعب أبو تريكه، وأنه من أكثر اللاعبين حكمة وصبر وتعاطف مع الصغير والفقير قبل الكبير والغني لاعب من طراز رفيع المستوى الفني، قدم لناديه والكرة المصرية الشيء الكثير. اللاعب محمد أبو تريكه أكد أنه سعيد بحياته القديمة والجديدة وان الشهرة والمال ما هي إلا وسيلة وإنما غايته حب الناس وفعل الخير ورضا والديه عنه.
الزميل أحمد العايض مع والدة أبو تريكة
ما أكد أنه لا يهتم بالاحتراف الخارجي ويفضل الاهلي المصري على ريال مدريد، كما أنه لم يعر اهتمامًا لما عرف مؤخرًا أنه يتصدر قائمة أشهر لاعبي العالم.
وأشاد أبو تريكه بلاعب المنتخب السعودي ياسر القحطاني ممتدحا مستواه الفني وأخلاقه العالية وأنه بات من أبرز اللاعبين العرب والآسيويين. أخيرًا في حياة وشخصية اللاعب محمد أبو تريكه يشكل مثالاً رائعًا للاعب المحترف المثقف، وفي حياته قدم درسًا لكل اللاعبين والاندية، كيف لا وهو أبن الريف أو القرية، كان يعمل في مصنع للطوب، وفي فقر شديد، لكنه حافظ على نفسه وواصل جهده فبات علمًا شامخًا في سماء الكرة المصرية.
المصدر:
www.SoccerArabia.net